قد تملك شهادة جامعية مرموقة وخبرة عملية طويلة لكن هذا وحده لا يكفي!
ما يميز المرشح الناجح غالبًا ليس فقط ما يعرفه أو ما أنجزه بل كيف يتعامل مع الناس وكيف يعبر عن نفسه وكيف يحل المشكلات بذكاء هذه الجوانب لا تظهر في الدرجات العلمية ولا في أسماء الشركات السابقة، بل تظهر في ما يسمى بالمهارات الشخصية ومع ذلك، كثيرون يقعون في خطأ شائع، يملأون سيرهم الذاتية بقوائم طويلة من الصفات اللامعة التي تبدو مثالية على الورق، لكنها تفقد قيمتها لأنها بلا دليل أو مبالغة هنا يبرز التحدي الحقيقي، كيف تكتب عن مهاراتك بطريقة صادقة وجذابة تقنع القارئ دون مبالغة؟
الفرق بين المهارات الشخصية والمهارات التقنية
عندما تفتح أي سيرة ذاتية، ستجد أن معظم المرشحين يضعون تركيزهم الأكبر على المؤهلات العلمية والخبرات العملية، فيعرضون أسماء الجامعات التي تخرجوا منها، والدورات التي حصلوا عليها، والمناصب التي شغلوها في الشركات السابقة. هذه كلها تسمى المهارات التقنية، أي ما يمكن قياسه وتعلمه من خلال الدراسة أو الممارسة المباشرة فهي تمثل الجانب الواضح والمحسوس من قدرات الإنسان.
لكن ما لا يقل أهمية عن ذلك، بل قد يكون أحيانًا أكثر تأثيرًا، هو ما يعرف بـ المهارات الشخصية، هذه المهارات لا تكتسب من الكتب أو المحاضرات، وإنما تتجلى في طريقة تعامل الإنسان مع الآخرين وفي أسلوبه في التواصل وفي قدرته على قيادة فريق أو حل مشكلة معقدة تحت الضغط إنها تعكس الجانب الإنساني في شخصية الموظف، وتجعل منه عنصرًا قادرًا على الاندماج داخل بيئة العمل.
لماذا تعتبر المهارات الشخصية مفتاح القبول الوظيفي؟
قد يتساءل البعض لماذا يهتم أصحاب العمل بالمهارات الشخصية إلى هذه الدرجة، مع أن الوظيفة في النهاية تحتاج إلى خبرة فنية ومعرفة متخصصة، الحقيقة أن سوق العمل اليوم لم يعد يقوم على الفرد وحده، بل على فريق متكامل يجمع بين خبرات مختلفة وثقافات متعددة. وفي بيئة مثل قطر، حيث تعمل الشركات والمؤسسات مع موظفين من خلفيات متنوعة، يصبح وجود موظف يمتلك قدرة على التواصل والتعاون أمرًا لا غنى عنه.
المهارات الشخصية هي التي تحدد مدى قدرتك على الاندماج مع الآخرين، وتقبّل النقد، وإدارة الخلافات، وتحويلها إلى فرص للنمو. بل إنها قد تكون العامل الحاسم بين مرشحين يمتلكان نفس المؤهلات التقنية، لأن صاحب العمل يعرف أن الموظف الذي يجيد التعامل مع الناس قادر على إنجاز العمل بسرعة وكفاءة أعلى.
إن المهارات الشخصية ليست مجرد صفات ثانوية تُذكر على الهامش، بل هي بوابة القبول الأولى، والعنصر الذي يمنح سيرتك الذاتية حياة وروحًا، بعيدًا عن كونها مجرد قائمة جامدة من الشهادات والخبرات.
أخطاء يقع بها الكثير عند عرض المهارات في السيرة الذاتية
- بالنسبة للخطأ الأول: هو أن تتحول المهارات الشخصية فيها إلى عبارات فضفاضة متكررة يكتبها الجميع بلا استثناء، كم من مرة قرأت في السير الذاتية عبارات مثل أتمتع بمهارات تواصل ممتازة، أو أعمل تحت ضغط، أو أجيد العمل بروح الفريق؟
هذه الجمل المستهلكة لم تعد تلفت انتباه مسؤولي التوظيف بل قد تعطي انطباعًا عكسيًا بأن المرشح يفتقر إلى التميز
- الخطأ الثاني: يتمثل في المبالغة، إذ يضع البعض قائمة طويلة تضم عشرات المهارات، وكأنهم يريدون إقناع القارئ أنهم يجمعون صفات المثالية كلها في شخص واحد. هذه الطريقة تفقد المصداقية فورًا، لأن أي صاحب عمل يعرف أن الكمال غير موجود، وأن الموظف الناجح ليس بالضرورة بارعًا في كل شيء.
- أما الخطأ الثالث: فهو ذكر المهارات من غير أي دليل عملي عليها. فالمهارة التي لا ترتبط بموقف أو إنجاز أو تجربة واضحة تبقى مجرد ادعاء. ولهذا يفضل دائمًا أن تُربط المهارات بمثال قصير، يُظهر كيف تم توظيفها في تجربة واقعية.
كيف تعرض مهاراتك بطريقة عملية وجذابة؟
عرض المهارات في السيرة الذاتية ليس مجرد كتابة كلمات منمقة، بل هو عملية تحتاج إلى وعي ودقة في الاختيار، الفكرة الأساسية هي أن تجعل المهارة التي تذكرها ملموسة وواقعية، بحيث يقرأها صاحب العمل فيشعر بصدقها وقيمتها.
احرص دائمًا على التركيز على المهارات التي تتناسب مع الوظيفة المستهدفة، فكل وظيفة لها متطلبات مختلفة، وما يهم في مجال معين قد لا يكون بنفس الأهمية في مجال آخر.
كما أن التوازن ضروري، فلا تبالغ في سرد عدد كبير من المهارات فيفقد القارئ تركيزه، ولا تكتفِ بالقليل فتبدو سيرتك خالية من نقاط القوة، الأفضل هو اختيار مجموعة محدودة من أبرز مهاراتك، وتقديمها بأسلوب واضح وجذاب يجعلها مقنعة وسهلة التذكر.
قد يهمك ايضاً:
لماذا لا تحصل على رد من الشركات رغم إرسال سيرتك الذاتية؟
كيف تكتب سيرة ذاتية مميزة للمعلمين في قطر ؟ دليلك العملي خطوة بخطوة
أطلب خدمة كتابة وتصميم سيرة ذاتية احترافية في قطر
اطلب الخدمة من خلال واتساب رقم 0097471922381